تعريف ضغوط العمل وكيفية التعامل معها

الصحة النفسية و الجسدية  Santé mental et physic
4



الضغط جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يأتي بأشكال متعددة، من الإزعاجات البسيطة إلى التحديات المهنية أو الشخصية التي قد تستمر لأيام، شهور، أو حتى سنوات. ومع ذلك، ما يهم حقًا ليس ما يحدث لنا، بل كيف نختار الاستجابة لما يحدث. وهذا ينطبق بشكل خاص على ضغوط العمل التي لا مفر منها. كيفية تعاملنا مع هذه الضغوط يمكن أن يكون له دور حاسم في بناء حياة مليئة بالسعادة والإيجابية.

في هذا المقال، سنستعرض ضغوط العمل ونغوص في فهم ماهيتها، ثم نتناول طرق إدارتها بذكاء لتحقيق التوازن المثالي الذي يحافظ على صحتك النفسية والجسدية بشكل مستمر.

  ما هي ضغوطات العمل :

ضغوطات العمل هي استجابة الشخص لمتطلبات بيئة العمل التي تتطلب منه التصرف بطرق قد تكون غير مألوفة أو تتجاوز قدراته المعتادة. يتعرض الموظف لضغوط العمل نتيجة لمواقف أو تحديات قد تكون مفاجئة أو صعبة، مثل مواجهة مواعيد نهائية ضاغطة، أو العمل في بيئة مليئة بالتحديات. هذه الضغوط قد تكون قصيرة المدى ولكن إذا استمرت لفترات طويلة تصبح ضارة، مما يؤدي إلى  التأثيرعلى الصحة الجسدية والنفسية.

  أسباب ضغوطات العمل :

المهام الزائدة أو غير الواقعية: عندما تكون المسؤوليات أو الأحمال الوظيفية أكبر من قدرة الفرد على التعامل معها.

عدم وضوح التوقعات: عندما تكون التعليمات غير واضحة أو عندما يفتقر الشخص إلى التوجيهات المناسبة في المهام المطلوبة.

البيئة المرهقة: مثل التعامل مع أشخاص صعبين أو بيئة عمل غير داعمة.

الضغط الزمني: مواعيد نهائية ضيقة أو العديد من المهام المتراكمة التي تحتاج لإنجازها في وقت قصير.

  نصائح للتغلب على ضغوطات العمل :

ضغط العمل طويل الأمد يمكن أن يكون أمرًا شائعًا في بيئات العمل الحديثة. لكن الأهم هو كيفية التعامل مع هذا الضغط بشكل إيجابي وفعّال لتجنب تأثيره السلبي على صحتك العامة وأدائك في العمل. إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في التحكم بالتوتر والإجهاد.

 ١ـ إدارة الوقت بشكل فعال :


إدارة الوقت بشكل فعال


تحديد الأولويات: صنف المهام حسب الأهمية والعاجلة. استخدم تقنيات مثل مصفوفة أيزنهاور (تقسيم المهام إلى مهمّة 
 
 أو غير مهمّة، عاجلة أو غير عاجلة) لتنظيم الوقت بشكل أفضل.


التخطيط اليومي: ضع خطة يومية تشمل جميع المهام والأنشطة التي تحتاج لإنجازها. توزيع الوقت بشكل مناسب يساعد على تجنب تراكم الضغوط.

 ٢ـ  تعلم قول  لا :


تعلم قول  لا


تعلم قول "لا" هو مهارة مهمة جدًا في حياتنا المهنية والشخصية، ويعتبر أداة قوية للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية. في كثير من الأحيان، نواجه ضغوطًا بسبب قبولنا لمهام أو طلبات تفوق قدرتنا على التحمل، مما يؤدي إلى شعورنا بالإرهاق. لذلك، من الضروري تعلم كيفية رفض المهام بشكل دبلوماسي ومدروس لتجنب الضغوط الزائدة.

 ٣ ـ ابدأ يومك بطريقة جيدة :

ابدأ يومك بطريقة جيدة

الطريقة التي تبدأ بها يومك تؤثر بشكل مباشرعلى كيفية تعاملك مع ضغوط العمل خلال اليوم. إذا بدأت صباحك في حالة من الإجهاد، مثل القلق من حركة المرور أو التسرع في الحصول على القهوة بدلاً من فطور صحي، فإن ذلك سيزيد من شعورك بالتوتر ويجعلك أكثر عُرضة لضغوط العمل، أما إذا قمت بتخصيص وقت لنفسك في الصباح قبل بدء اليوم، مثل تناول فطور صحي، ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة أو حتى التأمل لبضع دقائق، فإنك بذلك تهيئ عقلك وجسمك للتعامل مع تحديات اليوم بشكل أفضل.

٤ـ إجعل النظام أساسيا في حياتك :

 

إجعل النظام أساسيا في حياتك

 التنظيم يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل التوتر وزيادة الإنتاجية ، فإن التخطيط المسبق لتنظيم يومك يمكن أن يخفف بشكل كبير من توترك في العمل. التنظيم الجيد للوقت يساعدك على تجنب الاندفاع في الصباح لتفادي التأخير، ويقلل من الازدحام عند نهاية اليوم. لذا، احرص على أن تكون منظمًا ومرتبًا دائمًا، فهذا يساعدك على تجنب آثار الفوضى السلبية ويعزز كفاءتك في أداء مهام.

 ٥ـ  تجنب قدر الإمكان تعدد المهام :

تجنب قدر الإمكان تعدد المهام

أثبتت العديد من الدراسات أن تعدد المهام الحقيقي هو مجرد خرافة، فالأشخاص الذين يعتقدون أنهم قادرون على تقسيم انتباههم بين عدة مهام في وقت واحد لا ينجزون المزيد، ويكون أداؤهم أسوأ مقارنة بمن يركزون على مهمة واحدة فقط، فمن الطبيعي أن تنخفض كفاءتك وسرعتك إذا كنت تتحدث على الهاتف بينما تقوم بالحسابات في الوقت نفسه. لذلك، يؤثر تعدد المهام غالبًا على سرعتك ودقتك، ناهيك عن تأثيره على صحتك النفسية أثناء أداء العمل.

 ٦ـ سحرالعادات الصحية :

سحرالعادات الصحية
  

عندما نشعر بالإرهاق، قد يكون من السهل الانغماس في عادات غير صحية، مثل الإفراط في استهلاك الكافيين تعاطي المخدرات، قلة النوم، وتجاهل التمارين الرياضية. ورغم أن هذه العادات قد تبدو مبررة في أوقات الضغط، فإن العناية بنفسك في هده المرحلة تعتبر مفيدة لنا لتجاوزها والحفاظ على أنفسنا من الناحية النفسية و الجسدية

احرص على تناول أطعمة صحية وطازجة ، مثل البروتينات الخالية من الدهون، والخضروات، والكربوهيدرات المفيدة، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة بعض التمارين الرياضية بانتظام.

كما أن تخصيص وقت للتأمل في بداية ونهاية كل يوم يساعد في تهدئة ذهنك، مما يعد طريقة صحية لبدء يومك وإنهائه خصوصًا عندما تكون مشغولًا. اعتنِ بنفسك، واقضِ وقتًا مع الأصدقاء والعائلة، واستنشق هواءً نقيًا باستمرار، ستجد أن قدرتك على التعامل مع الضغوط ستتحسن بوضوح.

 
 

 

   ٧ـ الابتعاد عن شخصنة الأمور في العمل :


الابتعاد عن شخصنة الأمور في العمل


الصراعات الشخصية في بيئة العمل قد تكون مصدرًا للإرهاق وتؤثر بشكل كبير على المناخ العام. لتجنب هذه المشاكل، من الأفضل دائمًا أن يكون التواصل واضحًا ومباشرًا مع الجميع، سواء مع المديرين أو الزملاء. هذا يساعد في تقليل احتمالية حدوث سوء تفاهم قد يؤدي إلى نزاعات غير ضرورية. وعند وجود مشكلة مع شخص معين، يُستحسن التعامل معها بشكل مهني وهادئ، مما يسهل إيجاد حلول فعالة دون تصعيد الموقف. الحفاظ على روح الاحترافية والعمل الجماعي لا يُعزز فقط من الإنتاجية، بل يجعل التعامل مع التحديات اليومية أكثر سلاسة وكفاءة.

٨ـ طلب المساعدة و الدعم :

 

طلب المساعدة و الدعم
 

 قبول المساعدة و الدعم من الأصدقاء الموثوق بهم والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تخفيف التوترأتناء العمل، حيث إن الدعم العاطفي يساعد في تهدئة الأعصاب وإعطاء منظور مختلف للمواقف. كما أن البرامج التي تقدمها الشركات مثل الاستشارات أو الموارد عبر الإنترنت يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في تعلم استراتيجيات لإدارة التوتر. 

إذا استمر الشعور بالإرهاق، التحدث إلى أخصائي نفسي يعد خطوة هامة، حيث يمكنه تقديم أدوات وتقنيات تساعد على التعامل مع الضغوط بشكل صحي وتوجيه السلوكيات السلبية إلى أنماط إيجابية.


٩ـ تحديد وقتًا لنفسك :

تحديد وقتًا لنفسك

التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمر مهم جدًا للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. فإن تخصيص وقت مخصصا لنفسك بعيدًا عن ضغوط العمل يساعد على تجديد الطاقة والتركيز بشكل أفضل. ممارسة الهوايات والأنشطة التي تحبها تساهم في رفع المعنويات وتخفيف التوتر، مثل الرياضة أو التنزه في الهواء الطلق. كما أن الاسترخاء في المنزل أو تحضير وجبتك المفضلة يمكن أن يساهم في خلق جو من الراحة والهدوء، مما يسمح لك بالعودة للعمل وأنت أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات.

١٠ـ إحترام موعد بدء المهام :

إحترام موعد بدء المهام


إنجاز المهام في وقتها المحدد، لا يساعد فقط في تقليل ضغط العمل، بل أيضًا يعزز من قدرتك على التركيز ويساعدك في الشعور بالراحة النفسية. عندما تتمكن من إنجاز الأعمال الصغيرة بسرعة، يكون لديك وقت أكبر للتركيز على المهام الأكبر والأكثر أهمية. هذا الشعور المستمر بالتقدم يعزز من الحافز الشخصي ويقلل من التوتر. كما أن العمل في بيئة منظمة يعزز من الإنتاجية ويسهل التنقل بين المهام دون الشعور بالازدحام أو الفوضى.
 
مواضيع ذات صلة :
 

14 فائدة لرياضة الجري

أطعمة مهمة تساعد على محاربة التوتر و القلق

الصحة النفسية والعضوية في الإسلام ء دليلك الشامل




إرسال تعليق

4تعليقات

  1. عمل محترم و معلومات قيمة. مشكوور

    ردحذف
  2. مقالة رائعة ومفيدة، تناولت الموضوع بشكل شامل ودقيق. عمل مميز يستحق التقدير

    ردحذف
  3. عمل مميز و مفيد المزيد من العطاء ان شاء الله

    ردحذف
إرسال تعليق